صحيفة الإمارات اليوم - ترجمة: عوض خيري عن (دي تايمز)
عندما كانت مدينة مصراتة تحت الحصار، ويشكّل القناصة خطراً مميتاً على كل من يمر بشارع طرابلس، سعى الثوار للاستعانة بخبرات رجل ليدافع عن المدينة، ليس الرجل مدافعاً عسكرياً وإنما هو في الأصل مدافع دولي في فريق كرة القدم الليبية. وكان إبراهيم بشير شنينة يجيد أساساً الدفاع عن فريقه ويصد عنه الأهداف أكثر من إجادته تطهير المنازل من كتائب القذافي، ولم يكن قد أمسك من قبل بيده أي سلاح ناري في حياته، وقبل الانتفاضة كان يمتلك محلاً لبيع الهواتف المتحركة، وأصبح خياراً طبيعياً للثوار ليقود سَريّة «الشهيد» بوصفه الكابتن السابق لفريق مصراتة ومدربه قبل فترة قصيرة. ويقول شنينة «إن ميدان المعركة يشبه تماماً ميدان الكرة»، ويضيف «عليك أن تضع كل شخص في المكان المناسب وتعهد إليه بمهمة لإنجازها».
عام 1997 مثّل شنيبة ليبيا في دورة البحر الأبيض المتوسط في إيطاليا، واليوم يقود فريقاً من الثوار يصل تعداده إلى أكثر من 200 شخص يقاتلون كتائب القذافي حول مصراتة، حيث تُشكّل كتائب القذافي حاجزاً دفاعياً بطول 130 ميلاً شرق العاصمة طرابلس. ويقارن بين الكرة والحرب قائلاً «ينبغي أن تهتم بنفسك وبأفراد فريقك، وتحاول أن تمنع الفريق الآخر من مهاجمتك بأي وسيلة كانت». شنينة الذي يطلق عليه لقب «غراندي» عندما كان يلعب في إيطاليا، يتحدث بصوت خفيض لا يشبه اللهجة العسكرية القاسية التي عادةً ما يتفوّه بها الجنود. ويقول عنه رضوان السويسي الذي كان يلعب في فريق منافس له قبل أن ينضم إلى سرية الشهيد ـ يقول عنه أنه «شخص عادل ويعامل الجميع كالإخوة، ولهذا يحبه الناس هنا، وخلال شهرته قائداً لفريق مصراتة كان الشباب يضعون اسمه على ملابسهم على الرغم من الحظر الذي تفرضه الحكومة على مثل هذه الممارسات التي تعتقد الحكومة أنها تجعل اللاعبين أكثر شهرة من القذافي».
وخلافاً لرجاله الذين يرتدون قبعات ملوّنة وثياباً عسكرية، يلبس شنينة ملابس مدنيّة بسيطة وقبعة سوداء مسطحة، وهناك مسدس يتدلى خفية من حزامه.
ويحتل حالياً قصراً كان يسكنه من قبل أحد الموالين للقذافي، ويضع رجاله صورة القذافي على باب غرفهم على شكل ممسحة أحذية، ويعتمدون على لحم الجمال الطازج، ويقول عن ذلك «أحاول أن أعتني بهم لرفع روحهم المعنوية»، ويضيف قائلاً «تتمثل مشكلتنا في الوقت الحالي في الكهرباء والطعام للمواطنين».
عام 1999 تم اختياره للعب مع اتحاد المنستير التونسي لموسم رياضي واحد، وعاد لفريق السويحلي الذي ينتمي إليه وبقي هناك حتى 2004 بعد ثلاثة أعوام من ذلك عاد ليصبح مدرباً للفريق، ويقول رجاله أنهم وجدوا أنفسهم يحاربون في شارع طرابلس في مصراتة في أسوأ أيام الحرب ليخرج عليهم شنينة قائداً طبيعياً. ويروي شنينة قائلاً «دُمر منزلي بالكامل، وتعرض متجري للنهب، وفقد كل منّا ثروته، ووجدنا أنفسنا في هذا الوضع، ولم يكن أمامنا خيار سوى أن نحارب لنحمي أرواحنا وعوائلنا وندافع عن مدينتنا».
No comments:
Post a Comment