Jun 22, 2011

الانترنت ...... جبهة أخرى


بقلم: محمد ارفيدة
نشر بصحيفة ليبيا الحرية - العدد الثالث

" لازم.. مطالب.. حرية.. تونس .. مصر.. التوقيت.. توة .. باهي ..الفيس.. فواصل.. المكتب. الشعار.. الانسنة ..منهما .. في .. الشباب ..السقيفة.. السياحي.. نتلاقوا ..شفتهم ..مش واجد ..اليوم.. الصبح .. الشعبية.. شوية.. مصارش ..قبض.. الداخلي ..التقنية .. حطين ..تمت العملية ..الرؤوس ..التعامل مع الخارج.. التحريض.. الدولة ..صور ..السكت ..زيارة.. مراقبين ..جامع القويري ..هراوات.. منتزه الجوهرة.. مواجهات.. أولادنا ..وقع.. اطلع اطلع ..بسرعة ..خليهم إيشوفوكم.. مسيل لدموع.. بيبسي.. رصاص ..خالد أبو شحمة ..جنازة ..مقبرة الشهداء ..هرب ..فنزويلا ..نار.. المثابة ..الشعبية لا ..مصراته حرة.."

هكذا لخص المدون و الإعلامي الشهيد محمد على المعدانى على صفحته بالفيس بوك حكاية الثورة بمصراتة و بكلمات مقتضبة و لها معنى يعرفه جيدا زملائه من ناشطي الانترنت و الذين كانوا من اول من اعتصم بمصراتة امام كلية التقنية الطبية احتجاجا على العنف الدموي للنظام في بنغازي و المنطقة الشرقية , و كان اعتقالهم عقب الاعتصام مباشرة من قبل قوات الامن الداخلي سببا رئيسيا من ضمن الاسباب التي اطلقت شرارة الثورة في مصراته ....

نشطاء الانترنت الذين خرجوا ليلة 17 فبراير ربما لم يعرف بعضهم البعض الاخر الا من خلال شاشات حواسيبهم و كانت تجمعهم فقط رغبتهم في الإصلاح و أنقاد ليبيا من حكم الطاغية .. و رغم حجم الخطر المحدق بهم الا انهم لم يتوانو عن التخطيط و التنفيذ لما ارادوه

كان ما يسمى الامن الداخلي يحتفظ بسجلات لصفحات الفيس بوك للعديد من النشطاء و قد اعتمد عليها ف البداية كدليل ادانة ضدهم .....اما في المواقع الاجتماعية على الانترنت كانت تدور حرب اخرى ضد كل من يريد الاصلاح , حيث ان النظام قد جند عددا من المحترفين ( الهاكر ) لضرب و اختراق المواقع و الصفحات الشخصية للنشطاء و بالمقابل كان شبابنا يعرفون جيدا كيف يوفرون الحماية لمواقعهم الالكترونية و صفحاتهم الشخصية بل و ضرب العديد من المواقع الالكترونية التابعة للنظام ....



بعد ان تحررت مصراتة في يوم 20 -2-2011 انكسر حاجز الخوف تماما لدى شباب الانترنت و تحايلوا على محاولات النظام لحجب بعض المواقع الشهيرة مثل الفيس بوك و التويتر و اليوتيوب و مواقع المعارضة الليبية و قاموا بنشر كل ما يدعم ثورة 17 فبراير و بدأت اصوات الطحالب الخضراء على صفحات الانترنت تخفت تدريجيا لان الصورة الفاضحة لممارسات النظام الفاسد كانت اصدق من كل الكلام ...

كنا بمدينة مصراتة نتوقع ان النظام الذى كان يتحكم بكل شيء سيقوم عاجلا ام اجلا بقطع خدمات الاتصالات و الانترنت , و لهذا بدأت تنتشر في المدينة العديد من منظومات الستلايت ( التو واى ) المخصصة للانترنت و البعيدة عن سيطرة القذافي و ابناؤه , و كان من حسن الحظ وجود وكيل متخصص في تقديم هذه الخدمة القليلة الانتشار في مدينة مصراتة , و كان لهذا الوكيل فضلا كبيرا في ايصال صوت و صورة مصراتة الى العالم بزخم لم نكن حتى نحن المقيمين بالمدينة ان نتوقعه ......

عندما عادت كتائب القذافي الى الهجوم على مصراتة كان الكل مستعدون في جميع الجبهات , بما فيها الشباب الذين كونوا صفحات على الفيس بوك خاصة بنقل كل المظاهرات و الانشطة السلمية و المعارك البطولية بمصراتة , الامر الذى جعل هذه الصفحات مصدرا اخباريا هاما تستقى منه وكالات الانباء و القنوات الاخبارية اغلب اخبارها و صورها و فيديوتها , كما ساهمت هذه الصفحات في نقل المعاناة الانسانية البالغة التي عاناها سكان مصراتة اثناء الحصار و كانت هذه الصفحات تتابع عن كثب كل ما يصدر عن اعلام الطاغية و تتصيد اخطاؤه و اكاذيبه و بسرعة و احترافية عالية كان الرد على ادعاءاتهم يأتي سريعا .

لقد كان توجه نشطاء الانترنت هو ابراز الحقيقة دون تضليل و الابتعاد عن الاساليب القذرة التي كان يتبعها ازلام النظام في الانترنت ... و لهذا كان صوت نشطائنا واقعيا و حقيقيا و اكتسب احتراما عالميا واسعا و تم الاعتماد عليه كمصدر محترم و موثوق للأخبار و لمعرفة الحالة الحقيقية للثورة الليبية ...

No comments:

Post a Comment